بالفيديو تعرف علي قصة نبي الله هود عليه السلام
قصة النبي هود -عليه السلام- من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم، حيث أرسل الله تعالى النبي هود -عليه السلام- إلى قومه عاد الذين كانوا يعيشون في منطقة الأحقاف الواقعة في الجزيرة العربية، وكانوا يعيشون في نعمٍ كثيرة لا حصر لها، حيث كانت أرضهم خصبة، وكانت أجسامهم تتمتع بالقوة والصحة الجيدة والطول والضخامة، لكنهم قابلوا نعم الله عليهم بالنكران والجحود، ولم يعبدوا الله تعالى، بل اتبعوا ضلال الأمم السابقة وعبدوا الأصنام، وأفسدوا في الأرض، حتى انتشرت بينهم البغضاء والعداوة، فأرسل الله تعالى إليهم النبي هود -عليه السلام- كي يُخرجهم من ظلام الكفر إلى نور التوحيد.
كان النبي هود -عليه السلام- معروفًا بالحكمة ورجاحة العقل في قومه، وأمره الله تعالى أن يذهب إلى قوم عاد كي يبلغهم الرسالة ويهديهم إلى الصواب، وينهاهم عن عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر حتى لا يصيبهم غضب الله تعالى مثلما أصاب قوم نوح، لكن قوم عاد اتهمو النبي هود بالجنون، وتعجبوا كي أنه يطلب منهم ترك دين آبائهم وأجدادهم، وقالوا عنه بأنه سفيه وكذاب، لكن النبي هود -عليه السلام- لم ييأس أبدًا، وطلب من قوم عاد أن يُفكروا بعقولهم، وأن يتدبروا في خلق السماء التي رفعها الله بغير عمد، وأن يتفكروا في خلق الشمس والقمر والحيوانات، فقالوا له قومه بأن آلهتهم قد مسّت عقله بسوء، ولذلك أصبح عقله مختلًّا لا يعرف ما يقول.
لم يُؤمن برسالة النبي هود -عليه السلام- إلا القليل من قومه، وأشهد الباقين بأنه بريئٌ من كفرهم، وأنه بريئ من عبادة الأصنام، وتوعدهم بعذاب الله تعالى، لكن قوم عاد سخروا منه واستبعدوا أن يمسهم أي عذاب، لكن هود -عليه السلام- أخبرهم أن عذاب الله الشديد قادمٌ إليهم لا محالة، فمنع الله تعالى عنهم المطر، وأصبحت أراضيهم جافة وقاحلة، وماتت أغنامهم وزرعهم ومواشيهم، لكنهم استمروا بالكفر، واتجهوا إلى الأصنام يطلبون المطر، فامتلأت السماء بالسحب السوداء، وأصبحوا يتساءلون عن سرّ هذا السحاب، فأخبرهم النبي هود -عليه السلام- أنّ هذا السحاب سيحمل ريحًا تجرّ عليهم العذاب والنقمة، وهذا ما حصل فعلًا، إذ اشتدّت الريح وأصدرت أصواتًا مرعبة، وحملت الريح الأشجار والصخور والناس والرمال وقذفت بهم بعيدًا، وبقيت عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام، وهلك قوم عاد حتى أصبحوا كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية.
وصف الله تعاللى ما حلّ بقوم عادس من عذاب بقوله: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ * “1)، وفي قصة النبي هود -عليه السلام- عبرة عظيمة، وهي أن نتيجة الكفر وجحود النعمة يكون عذابًا وهلاكًا؛ لأن عقاب الله شديد لمن لا يتبع رسالة أنبيائه